تشكل مدرسة بئر أنزاران الابتدائية بسيدي قاسم، التي تعد إحدى المدارس الـ 60 الرائدة في التعليم الابتدائي والإعدادي بإقليم سيدي قاسم، نموذجا ناجحا لبرنامج “مؤسسات الريادة” الذي تم إطلاقه سنة 2023.
ويندرج تبني هذا المشروع في إطار المساعي الحثيثة للدولة المغربية من أجل إصلاح منظومة التعليم والارتقاء بجودته، وذلك من خلال تنزيل الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز المنسق الإقليمي لبرنامج مؤسسات الريادة بإقليم سيدي قاسم، جليل مارس، التأثير الإيجابي لهذا النموذج التربوي الوطني على مستوى التعلمات والتحصيل الدراسي والأنشطة الصفية والأنشطة الموازية، مؤكدا أن نتائج الدورة الأولى بهذه المؤسسة كانت متميزة على مستوى “التدريس الصريح”.
وأضاف أن مشروع “مؤسسات الريادة” يرمي إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم العمومي من خلال توفير بيئة تعليمية محفزة ومجهزة بأحدث التقنيات، فضلا عن اعتماد مناهج تربوية حديثة تركز على تطوير مهارات المتمدرسين.
كما أشار إلى أن هذا المشروع لا يقتصر فقط على اعتماد إستراتيجيات تدريس حديثة فحسب، بل يعتمد مقاربة شمولية تهدف إلى تطوير جميع عناصر العملية التعليمية التعلمية، بالتركيز على التلميذ والأستاذ والمؤسسة.
من جهته، أكد مدير مدرسة بئر أنزران الابتدائية، كمال الكنوني، أن المؤسسة منذ انخراطها في مشروع “مؤسسات الريادة” شهدت ارتفاعا ملحوظا في مؤشرات نسب التحكم في التعلمات الأساس بفضل جودة مرتكزات هذا المشروع الذي يقوم على المحاور الثلاث؛ التلميذ والأستاذ والمؤسسة.
وأضاف أن المجهودات الكبيرة التي بذلها كافة المتدخلين ساهمت بشكل كبير في سير العملية التعليمية التعلمية، خصوصا من حيث معالجة التعثرات الدراسية، فضلا عن المجهودات المبذولة على مستوى الفضاءات المدرسية والفصول الدراسية التي أصبحت في حلة أكثر جاذبية، بتجهيزها بالعدة الديداكتيكية التي تعين على مزيد من الفهم والجودة.
وبخصوص أساليب التدريس والمناهج التعليمية، قالت أستاذة اللغة الفرنسية بالمؤسسة ذاتها، بشرى صلاح الدين، إن هذه التجربة الجديدة للمدارس الرائدة تستخدم أساليب تعليمية وتربوية حديثة، تعتمد بالأساس على تنمية مهارات المتعلمين، وذلك بهدف تحسين مستواهم التعليمي وتعزيز مهاراتهم في عدد من المجالات.
وأوضحت أن السنة الدراسية تنقسم إلى قسمين؛ “التدريس وفق المستوى المناسب” (TaRL)، وهو مخصص للدعم والمراجعة، و”التدريس الصريح” المنظم على خمس مراحل على مدار ستة أسابيع، كل منها مخصص لدراسة موضوع معين، باستثناء الأسبوع السادس المخصص للمراجعة وتقييم التلاميذ، باستخدام نظام تقدير الحروف (C، B، A).
من جانبه، سلط رئيس جمعية آباء وأولياء وأمور مؤسسة بئر أنزران الابتدائية، عبد اللطيف بنطيبي، الضوء على التحسن الملحوظ في مستوى التلاميذ، وخصوصا لدى المتعثرين منهم، وهو الهدف الرئيسي للمدارس الرائدة، مضيفا أن التلاميذ يخضعون في بداية العام الدراسي لدروس مكثفة ومستمرة ما انعكس إيجابا على مستوى تعلماتهم في القراءة والحساب.
كما أشار إلى أن التجهيزات الحديثة التي زودت بها المدرسة لعبت دورا كبيرا في هذه النتائج، متمنيا تعميم التجربة على باقي المدارس بالإقليم.
يشار أن عدد “مؤسسات الريادة” بالمغرب بلغ 2626 مدرسة ابتدائية، و232 ثانوية إعدادية برسم الموسم الدراسي الحالي. ويعد هذا البرنامج أحد المحاور الرئيسية في “خارطة الطريق 2022-2026”.