لا تزال قناة الجزيرة القطرية، التي تعمل على إخفاء الحقيقة وراء قناع من الادعاءات الزائفة والمغرضة، في طليعة القنوات التي تقود حملات قذرة ضد المملكة المغربية. إذ لا تنفك القناة مؤخرا، عبر تقارير إعلامية وتحقيقات مشوهة، الترويج لإشاعات مفادها أن الموانئ المغربية تستقبل السفن المحملة بالعتاد العسكري الأمريكي والمتجهة نحو إسرائيل، وهي ادعاءات هدفها الوحيد ضرب الاقتصاد الوطني المغربي، وزعزعة الثقة في قدرات المملكة الاقتصادية و تحريض المغاربة ضد حكومتهم.

هذا الاتهام ليس مجرد افتراء عابر، بل هو جزء من حملة إعلامية محبوكة تسعى إلى تشويه سمعة الاقتصاد المغربي في أعين الشركاء التجاريين والدوليين. إذ صار من المعروف أن الموانئ المغربية تعد من أبرز النقاط اللوجستية في المنطقة، حيث يُشرف عليها نظام متمكن يُدير سلسلة من العمليات التجارية الدولية و التي تلعب دورًا أساسيًا في التجارة العالمية.

إن تحليل هذه السعار يكشف عن نية مبيتة وراء هذه الإشاعات التي تروجها قناة الجزيرة و بعض أزلامها المقيمين في المغرب من بقايا اليسار البائد أو الذئاب الملتحية، حيث تتردد هذه الإشاعات بشكل متكرر في بعض الحسابات على موقعي فيسبوك و إكس إضافة إلى عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية المحلية التابعة لأطراف سياسية معينة بذاتها، مما يعكس تنسيقًا ضمنيًا بين هذه القوى غايته الإضرار بالمصالح الاقتصادية للمملكة.

وبالإضافة إلى التشويه الإعلامي، هناك توجه قاسي نحو إبراز هذه الإشاعات على أنها حقائق لا تقبل الجدل، وذلك من خلال سلسلة من التقارير التي تعتمد على معلومات مغلوطة أو مجهولة المصدر، مع غياب أي دليل موثق أو تصريح رسمي يثبت صحة هذه الادعاءات، كما أن هذا المنهج المضلل في نقل الأخبار لا يهدف فقط إلى إدخال الشك في نفوس المغاربة تجاه موانئهم، بل يهدف كذلك إلى زعزعة ثقة المستثمرين الأجانب، وتوجيه ضربة قاضية لمصداقية التجارة المغربية في السوق الدولية.

وفي الوقت الذي تزعم فيه قطر و آلتها الإعلامية “جزيرة الشيطان” دعمها لقضية فلسطين و الدفاع عنها، وتروج لمعاركها الدعائية تحت شعار “العداء لإسرائيل”، نجدها واحدة من أشهر الدول العربية المطبعة مع الدولة العبرية، فقد فضحت بعض المعلومات المسربة مؤخرا، التواطؤ القطري مع تل أبيب والدعم المالي الذي تقدمه الدوحة لحكومة نتنياهو، ناسفة بذلك شعاراتها الزائفة بالوقوف في صف المقاومة الفلسطينية، كما نجد أن قطر تشارك في المناورات العسكرية المشتركة جنبا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي، والتي تؤكد أنها لا تكترث بالحقوق الفلسطينية بقدر ما تسعى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب القضية.

ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن هذا الهجوم الطائش الذي تقوده الجزيرة ضد المملكة المغربية ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مخطط أوسع تهدف فيه عدد من “الدويلات” ضرب استقرار المغرب وعرقلة تقدمه الاقتصادي والدبلوماسي لا سيما و أنه لم يعد خافيًا على أحد أن المغرب يشهد في الآونة الأخيرة تطورًا اقتصاديًا ملحوظًا، خاصة في مجالات النقل البحري واللوجستيكي، حيث أضحى من كبار اللاعبين على الساحة الدولية في هذا المجال بدليل اختيار ميناء طنجة المتوسطي هذه السنة كثالث أفضل ميناء في تصنيف مؤشر الأداء العالمي للموانئ بعد ميناء يانغشان في الصين وميناء صلالة في سلطنة عمان، ليستحق بذلك لقب أفضل مرفأ للحاويات في كل من أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

و ليست هذه أول مرة تعتمد فيها الجزيرة نشر مغالطات حول المملكة، حيث أن لها سوابق عديدة في تناول القضايا الوطنية بأسلوب يثير الاستغراب، مستغلة بذلك انفتاح المملكة على حرية التعبير و مواكبة جل التطورات السياسية، إذ لقيت تغطية هذه المنصة الإعلامية لـ “حملة المقاطعة” التي حدثت سنة 2018 مثلا، انتقادات لاذعة بالنظر لأسلوبها البعيد عن المصداقية و المعايير المهنية بتبني خط تحريري يسعى إلى المزيد من الإحباط و التشاؤم لدى المغاربة.

زيادة على ذلك، فلطالما استفزت الجزيرة مشاعر المغاربة بالمساس بالوحدة الترابية للمملكة عبر نشر خريطة المغرب مبتورة من أقاليمنا الصحراوية ضمن نشراتها الإخبارية وهو ما يعد تعارضا مع الموقف الرسمي لمجلس التعاون الخليجي، الذي تُعد قطر عضوًا فاعلًا فيه و الذي يعلن بشكل مباشر دعمه الصريح و الثابت لمغربية الصحراء.

إن الحملة الإعلامية المشينة التي تشنها قناة الجزيرة ضد الاقتصاد المغربي لا تمثل سوى محاولة فاشلة للنيل من استقرار المملكة، ولتثبيط عزيمتها في الاستمرار بتطوير بنية اقتصادية قوية وقادرة على مواجهة تحديات العصر، لذا و في ظل هذه الظروف، يتحتم على المغرب أن يبقى ثابتًا في موقفه، وأن يتعامل مع هذه الهجمات الإعلامية بحنكة وصرامة، من خلال العمل على دحض هذه الأكاذيب وضمان أن تبقى مصداقية البلاد على الساحة العالمية في أعلى مستوياتها.

Share.
Exit mobile version