أنباء المتوسط – تطوان

مازال سكان جماعة الزينات بمركز بن قريش إقليم تطوان يعانون من تداعيات الكارثة البيئية التي تسببها مقالع الأحجار والرمال الصخرية المتواجدة بتراب الجماعة ومركزها. ست مقالع (6) بالتمام والكمال تابعة للخواص تتناوب على ترهيب السكان منذ سنوات طوال،  بالتفجيرات العشوائية ورمي الأحجار من قمم الجبال وبث الغبار السام في الأجواء.

يوم السبت 24 ماي 2025 خلال منتصف النهار سمع دوي انفجار قوي بمقلع “الرماح” تلاه انفجار ثان بمقلع أخيه المجاور، تلتهما سحب من الغبار السام وصلت إلى منازل تبعد عن المقالع بعدة كيلومترات لأن سرعة الرياح قبل التفجير وبعده كانت تتجاوز 60 كلم في الساعة، أما المنازل المجاورة فحدث ولا حرج، إذ يعاني أصحابها من الشقوق وخطر الانهيار منذ سنوات.

جماعة الزينات 24 ماي 2025

مصادر عليمة أكدت أن تعليمات صارمة توصل بها أصحاب المقالع من أجل الإسراع في عمليات التفجير قبل بداية شهر يونيو ، إذ أن استعمال المتفجرات يمنع كليا خلال موسم الصيف. رغم أن أصحاب المقالع لا يحترمون القانون ودفتر التحملات طيلة السنة وليس في هذه الفترة فقط.

معلوم أن قائد قيادة بن قريش هو من يوقع على محاضر التفجيرات بتواريخها وتوقيتها، لكن لماذا لا يتم نتبع تنفيذ فحوى المحاضر وكيفية تطبيقها قبل التفجير وذلك باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة خاصة عند هبوب الرياح ؟ قد يتجاوز الأمر السيد القائد الذي بالمناسبة يشهد له السكان بالنزاهة والكفائة وحسن التواصل. لكن إلى متى سيظل السكان يعانون من الأمراض والغبار والأوساخ مع تعنت الشركات المسيرة لهذه المقالع ؟

“الأمر جاء من فوق” هذا ما يردده رئيس جماعة الزينات محمد البكوري كلما حوصر من طرف السكان بموضوع الترخيص لهذا العدد الهائل من المقالع وفي منطقة مأهولة بالسكان،لكن البكوري قال عكس ذلك أمام أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه، إذ يؤكد في تصريح مصور نشره موقع الحزب (شاهد الفيديو أسفله)، “أنه أنشأ تجزئة للمقالع بجماعة الزينات وأنه أطلق طلبات عروض من أجل استفادة الخواص من استغلال الأراضي السلالية كمقالع وأن المداخيل تتجاوز 7 مليون درهم سنويا” وبالتالي فهو مسؤول عن كل هذا الخراب الذي ألحقته التصرفات الجشعة لأصحاب المقالع والأضرار الذي تسببه مخلفاتها بصحة السكان وممتلكاتهم و بالغطاء النباتي والفرشة المائية والغابات والمواشي، في المقابل لم تقدم الجماعة إلا القليل من الخدمات الأساسية من طرق وماء صالح للشرب وإنارة عمومية وخاصة بمركز الزينات.

لكن لماذا تصمت سلطات الوصاية عن هذه الخروقات وعن الكارثة البيئية التي أهلكت الزرع والنسل وأرعبت العباد ؟

أين هي مصالح البيئة ؟

أين هي اللجان المشتركة للمراقبة ؟

أين هي مصالح وزارة التجهيز ؟

أليست السلطة المحلية مسؤولة بدورها عن تتبع المقالع خاصة أن الأراضي المستعملة تابعة للجماعة السلالية؟

لكل ذلك يطالب سكان جماعة الزينات السيد الوالي يونس التازي الذي يعرف ملف مقالع الزينات جيدا أن يقوم بزيارة ميدانية للمنطقة رفقة السيد العامل و إيفاد لجنة مراقبة للتأكد من الأضرار التي يشتكي منها السكان سواء البيئية أو الصحية وكذا مدى التزام الشركات المسيرة للمقالع بدفتر التحملات وتوقيت العمل وجدول التفجيرات وأن يجدا حلولا موضوعية حتى يرفع الظلم عن الساكنة ويطبق القانون، وأن يتم تغيير ممثل الجماعة السلالية الذي لم يعد مؤهلا لتحمل هذه المسؤولية ولم يكن كذلك حسب أعضاء الجماعة السلالية، حيث يعتبرون أنه من المعيب أن يستمر الاعتماد على رجل أمي مسن لايعرف القراءة ولا الكتابة كي يوقع على عقود كراء الأراضي السلالية لاستغلالها كمقالع باسم السكان وضدا على رغبتهم.

Share.
Exit mobile version