أنباء المتوسط – متابعة
قال الخبير السياحي زوبير بوحوت: “إن فصل الصيف يعتبر فترة حيوية تنتعش فيها السياحة المغربية، بفعل الإقبال الكبير لمغاربة العالم على زيارة بلدهم الأم”. مشيرا إلى أن “نسبتهم تمثل ما بين 48% إلى 50% من مجموع الوافدين على المغرب”.
وأشار في تصريح للقناة الثانية، إلى أن “هذه الفترة تتزامن مع أطول عطل سنوية في عدد من دول الإقامة، والتي قد تصل إلى 14 أسبوعًا، ما يجعلها فرصة مناسبة للسفر العائلي المكثف”، مبرزا أن “نحو 40% من مغاربة العالم يدخلون البلاد خلال هذه الفترة وحدها”.
ويرى الخبير أن هذا الإقبال ارتفع خلال السنوات الأخيرة بفضل توقيع المغرب لاتفاقيات مع شركات الطيران منخفض التكلفة، ما “ساعد في خفض أسعار النقل الجوي، وسهّل عودة أفراد الجالية، خصوصا من يختارون السفر جوا بدلا من البحر”.
وأكد بوحوت في ذات السياق أن “عملية مرحبا تلعب بدورها دورا مهما في تحسين ظروف الاستقبال، بالنظر إلى الأهمية التي توليها الدولة لهذه الفئة التي تساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الوطني عبر تحويلاتها المالية”.
وبخصوص تأثير مغاربة العالم على القطاع السياحي، أشار الخبير إلى أن “حضورهم المكثف خلال فصل الصيف يرفع من أعداد الوافدين بشكل واضح”. مشيرا إلى أنه في صيف 2024، بلغ عدد الزوار 7.2 ملايين شخص، بزيادة تفوق 20%، متوقعًا أن يلامس العدد 16 مليونا مع نهاية الصيف، وأن يقترب من 21 مليونا مع نهاية السنة.
لكن رغم هذا التأثير الإيجابي، يوضح الخبير أن “مساهمة مغاربة العالم في ليالي المبيت السياحية تظل محدودة، بحكم توفرهم غالبًا على مساكن خاصة، ما يجعل حضورهم في الفنادق أقل مقارنة بالسياح الأجانب”. ففي سنة 2024، ساهمت الجالية، بحسب المعطيات التي أشار لها الخبير، بنحو 150 ألف ليلة مبيت فقط، مقابل 19 مليونا للسياح الدوليون.
وختم بوحوث حديثه بالتأكيد على أنه “هناك فرصة كبيرة لتطوير عرض سياحي خاص بمغاربة العالم، يأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم، ويمكن من دمجهم بشكل أفضل في الدورة السياحية الوطنية، بما يعزز من الأثر الاقتصادي لزياراتهم السنوية”.
لقد حان الوقت للتفكير في “سياحة مغاربة العالم” كرافعة استراتيجية لا تقل أهمية عن باقي الأسواق الدولية، فهل يكفي تسهيل العودة وخفض التكاليف؟ أم أن المطلوب هو تصميم عروض سياحية تراعي أذواقهم، وتقدم لهم تجربة غنية وآمنة، تتوزع على مختلف جهات المملكة، وتستثمر في البعد الثقافي والعائلي والبيئي لرحلتهم؟
ووجب كذلك صياغة سياسة سياحية متكاملة، تنطلق من خصوصيات السياح المغاربة، سواء داخل الوطن أو خارجه، وتؤسس لنموذج يرتكز على العدالة في العرض والإنصاف في الاستفادة، ويجعل من كل مغربي، سائحا كان أو مقيما، جزءا فاعلا في تنمية بلده عبر السياحة.