أنباء المتوسط – طنجة
أكد أمين بنيسف، مدير إزالة الكربون في ميناء طنجة المتوسط، سعي الميناء ليكون رائدًا عالميًا في الأداء الطاقي، من خلال تبني استراتيجية متكاملة لتحقيق الحياد الكربوني وتعزيز خدمات الاستدامة للمتعاملين. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نظمت يوم الأربعاء بالدار البيضاء، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنقل واللوجستيك بإفريقيا والمتوسط (Logismed).
تستند الاستراتيجية المعتمدة في ميناء طنجة المتوسط إلى أربعة محاور رئيسية تتمثل في، توفير الكهرباء الخضراء، إذ أصبح الميناء يعتمد بنسبة 100% على مصادر الطاقة المتجددة، بفضل عقود شراء طويلة الأجل، ومشاريع قيد التنفيذ لإنتاج الطاقة ذاتيًا.
وتحسين الكفاءة الطاقية، عبر تبني تقنيات حديثة لتقليل الاستهلاك وزيادة الكفاءة، ودعم التنقل المستدام، من خلال حلول صديقة للبيئة تهدف إلى تقليل الأثر البيئي، ثم إدارة الاقتصاد الدائري لتعظيم استخدام الموارد وتقليل الهدر، مما يسهم في تعزيز الاستدامة.
من أبرز المشاريع التي نفذها الميناء تزويد السفن بالكهرباء الخضراء من خلال نظام التزويد من البر. حيث تم تجهيز 800 متر من الأرصفة بنظام يسمح للسفن بإيقاف محركاتها أثناء الرسو. ومن المتوقع تعميم هذه التقنية على جميع الأرصفة والعبّارات، ويتوقع بنيسف أن يصبح هذا المعيار عالميًا بحلول عام 2030.
من جانبه، قدم ميغيل ترويتينيو، المدير الجهوي لشركة XPO Logistics بالمغرب، تجربة مؤسسته في التوفيق بين الأداء التشغيلي والاستدامة البيئية، مشيراً إلى أن المجموعة، التي تنشط في 14 بلداً، تدير أزيد من مليون متر مربع من المستودعات بين المغرب وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال، مما يجعلها مستهلكاً كبيراً للطاقة.
وشدد ترويتينيو على ضرورة تبني مقاربة بيئية شاملة في مختلف مراحل سلسلة التوريد، بدءاً من تحسين حمولة المركبات وصولاً إلى تقليص المسافات المقطوعة الفارغة، لافتاً إلى أن الشركة اعتمدت حلولاً ملموسة مثل الاستعمال المتزايد للزيوت النباتية المهدرجة (HVO)، واستبدال المصابيح والمعدات عالية الاستهلاك، إلى جانب استخدام القوافل المزدوجة للحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
تأتي هذه المبادرات في إطار جهود ميناء طنجة المتوسط لتعزيز الاستدامة وتحقيق الأهداف البيئية. يمثل هذا التعاون بين المؤسسات المختلفة خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة في مجال النقل واللوجستيك.