في إطار سعيها لتعزيز موانئ أكثر فعالية على الصعيد الوطني، دخلت ليبيريا فصلاً جديداً في مسيرتها التنموية البحرية والاقتصادية، عقب التوقيع الرسمي على اتفاقية تحديث مينائي مونروفيا وبوكانان مع شركة طنجة المتوسط للهندسة Tanger Med Engineering، وهي شركة تابعة لهيئة ميناء طنجة المتوسط ذات المستوى العالمي.
وذكر بلاغ للهيئة الوطنية للموانئ (NPA) اليبيرية، أنه تم يوم أمس الثلاثاء 6 ماي 2025، توقيع الاتفاقية التاريخية في طنجة المتوسط، مما سيمكن من التنفيذ الكامل للخطة الرئيسية التي طال انتظارها لميناء مونروفيا الحر وميناء بوكانان، والتي تهدف إلى الارتقاء بالبنية التحتية لموانئ ليبيريا إلى المعايير الدولية.
وأضاف أن هذه الاتفاقية التاريخية الهيئة الوطنية للموانئ (NPA) بقيادة المدير العام، السيد سيكو حسين دوكولي، الذي وضع برنامجه الاستشرافي لتجديد البنية التحتية والإصلاح المؤسسي في صميم الاستراتيجية البحرية لليبيريا. صُممت هذه الخطة الرئيسية لإعادة تصور ميناء مونروفيا الحر كمركز لوجستي وبحري، يتميز بالكفاءة والتكامل الرقمي والقدرة التنافسية العالمية.
وأكد البلاغ أن الخطة الرئيسية، التي طُوّرت عبر أشهر من التعاون الفني، لتحدد خطةً شاملةً على مراحل لمرافق الميناء الرئيسية، بما في ذلك إعادة تطوير محطات الحاويات وأرصفة الشحن ومناطق التخزين. كما تتضمن منصات لوجستية ذكية متطورة وأنظمة أمنية متطورة وحلولاً للطاقة المتجددة. كما تُعطى الأولوية لعمليات التجريف وتوسيع ممرات الوصول إلى الميناء لاستيعاب السفن الأكبر حجمًا وزيادة حجم التجارة.
وصرح المدير العام دوكولي خلال حفل التوقيع: “هذه الاتفاقية أكثر من مجرد مشروع بنية تحتية، إنها إنجاز وطني بارز. إنها تعكس التزامنا ببناء نظام موانئ مرن وتطلعي يدعم فرص العمل والاستثمار والنمو المستدام في ليبيريا”.
ومن المتوقع أن يُحسّن هذا التحديث أداء ليبيريا اللوجستي بشكل كبير من خلال تقليل أوقات انتظار البضائع، وزيادة سعة المناولة، ورقمنة الجمارك وعمليات الموانئ. ستكون الآثار الاقتصادية بعيدة المدى – انخفاض تكاليف الشحن، وتسريع وتيرة إنجاز المعاملات للمستوردين والمصدرين، وتوفير مناخ استثماري أكثر جاذبية للشركات المحلية والدولية على حد سواء.
وبالقدر نفسه من الأهمية، يعزز المشروع مكانة ليبيريا التنافسية بين الموانئ الرئيسية في غرب إفريقيا في غانا والسنغال وكوت ديفوار ونيجيريا. ومع تحسين سعة الموانئ والتكامل الإقليمي، من المتوقع أن تصبح ليبيريا أيضًا بوابة بحرية فعّالة للدول المجاورة غير الساحلية مثل مالي وغينيا، مما يوسع نفوذها في ممر التجارة الإقليمي.
حضر التوقيع وفد ليبيري رفيع المستوى، ضمّ السيناتور مومو ت. سايروس، رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ الليبيري؛ والنائب أوستن ب. تايلور، رئيس لجنة الشؤون البحرية في مجلس النواب؛ والنائب سيكو كانيه، رئيس اللجنة التنفيذية؛ والسيد سيكو ب. كورليه، المدير التنفيذي للشؤون الحكومية والدولية في هيئة ميناء ليبيريا؛ والسيد مينيرو م. نيي، فني البنية التحتية ومستشار الدعم. انضم إلى الوفد سفير ليبيريا لدى المغرب، جونسون ج. فايا، والسيد إيمانويل لارميه، القائم بالأعمال في السفارة الليبيرية بالرباط، واللذان لعبا دورًا دبلوماسيًا رئيسيًا في صياغة الاتفاقية.
مع بدء مراحل البناء والتنفيذ، تُعدّ رؤية هيئة ميناء مونروفيا – التي يدعمها السيد دوكولي وتدعمها حكومة ليبيريا – دليلًا واضحًا على الاستشراف الاستراتيجي والتعاون الدولي.
وخلص البلاغ أن المخططات الرئيسية لميناءي مونروفيا وبوكانان ليست مجرد مخططات هندسية؛ بل تُمثّل جهدًا وطنيًا لإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية وترسيخ مكانة ليبيريا في مستقبل التجارة الصاعد في أفريقيا.